يسعدنا أن نقدم لكم مجموعة من التوجيهات والنماذج التي نتوخى من ورائها أن يكون التلميذ قادرا على كتابة إنشاء فلسفي مقبول من خلال المهارات والقدرات المطلوب إنجازها من قبل المترشح لامتحان الباكالوريا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أولا
من الأمور التي يجب على التلميذ أن يعلمها ويستحضرها ما يلي:
1 – إن المطلوب هو كتابة إنشاء فلسفي يكشف فيه التلميذ عن قدراته في التفكير والتعبير والكتابة الصحيحة ويعبر فيه عن ذاته الفلسفية أي قدرته على تقديم موقف ورأي شخصي من القضية المطلوب معالجتها. إن الامتحان إذن هو امتحان قدرات قبل كل شيء.
2 - إن السؤال المطروح يتناول غالبا قضية ترتبط بمجزوءة. ويمكن معالجة بعض القضايا اعتمادا على أكثر من مجزوءة واحدة مثل قضية الحرية. لذلك فلا يجب رد كل القضايا إلى منطلق جزئي متمثل في محور ما.
3 – إن ما يعتبر في الموضوع الإنشائي هو مدى دقة البناء المنطقي وتنظيم الأفكار وحسن التعبير عن الموقف وعدم الخروج عما هو مطلوب في السؤال، ولذا فإن الأمر لا يتعلق بسرد حرفي لمعلومات ومعارف لا يستوفي عرضها هذه الشروط المذكورة.
4 – إن القدرات المراد اختبارها في الإنشاء هي على العموم: قدرة الفهم وطرح الإشكالية وقدرة التحليل والمناقشة وقدرة التركيب والاستنتاج.
5 – يجب مراعاة الجوانب الشكلية في بناء الموضوع. وتعتمد هذه الجوانب على الفقرات التالية: المقدمة والتحليل والمناقشة والتركيب. ويجب أن تكون هذه الفقرات واضحة ومتميزة عن بعضها البعض. لذا ينصح عموما بتقديم الموضوع على شكل أربع فقرات يسهل تمييزها.
6 – من الأخطاء الشائعة عند التلاميذ هو محاولة سرد الدرس أو عناصر محور من المحاور دون مراعاة لما هو مطلوب في السؤال المطروح، وكأن كل سؤال يحيل ضرورة إلى جزء محدد من الدرس، وهذا غير صحيح. لذا يجب على التلميذ فهم القضية المطلوب معالجتها من خلال القيام بعمليتي التحليل والمناقشة وبالاعتماد على كل المكتسبات المعرفية المتوفرة.
7 – من المشكلات التي يواجهها المصحح هو ضعف اللغة التي يستعملها الممتحن. فعلى التلميذ أن يبدأ بمعالجة هذا الأمر مند بداية السنة الدراسية وذلك بالعمل على تلخيص النصوص والدروس وكذلك العمل على القيام ببعض التمارين المتعلقة بالمقارنة بين الأطروحات ومناقشة بعض الأفكار للتمرين على إيقاظ القدرات الكامنة . إنه مهما كانت كمية الأفكار والمعارف التي نملكها فلا قيمة لها بدون لغة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ثانيا
يجب اتباع الخطوات المنهجية التالية في كتابة الإنشاء الفلسفي:
1 - التقديم: وهو عبارة عن تأطير عام للموضوع المطروح، مع طرح إشكالية تتكون من سؤالين اثنين متقابلين. والمطلوب فيه حسن الفهم للسؤال وللقضية المطروحة والقدرة على طرح إشكالية واضحة ودقيقة.
2 - التحليل: وهو عبارة عن شرح للأطروحة أو القضية المطروحة اعتمادا على الفهم الخاص، وأيضا بالاعتماد على بعض النماذج الفلسفية. والمطلوب هو القدرة على تفكيك الموضوع إلى عناصره الجزئية وحسن استثمار النماذج الفلسفية في البرهنة على خطوات التحليل.
3 – المناقشة: وهي عبارة عن تقديم طرح مضاد أو مدعم أونقد للفكرة و الأطروحة التي سبق تحليلها اعتمادا على الفهم الخاص، وأيضا بالاعتماد على بعض النماذج الفلسفية. والمطلوب فيها هو القدرة على المقارنة وحسن عرض الأطروحة المضادة مع ما يستلزم ذلك من حسن استثمار النماذج الفلسفية.
4 –التركيب: وهي عبارة عن استنتاج عام نركب فيه ما سبق ونعبر فيه عن موقفنا الخاص مما سبق تحليله ومناقشته. والمطلوب فيه هو القدرة على التركيب والاستنتاج واتخاذ موقف معين بناء على ما سبق.
إذن فإن الموضوع يجب أن يتكون شكليا من أربع فقرات متميزة في كل نماذج السؤال (النص أو القولة أو السؤال المفتوح)
أ * النص هو عبارة عن خطاب فلسفي بإشكاليته وأطروحته ومفاهيمه وحجاجه وقيمته الفلسفية، والمطلوب من التلميذ هو القدرة على تحديد كل هذه العناصر وصياغتها في موضوع إنشائي. ثم بعد ذلك مناقشتها من خلال أطروحة مضادة أو مدعمة أو بناء على القدرة الخاصة للتلميذ في المناقشة.
ب * القولة هي عبارة عن أطروحة من المطلوب تحليلها ومناقشتها. والمطلوب هو قدرة التلميذ على استحضار عناصر التحليل والحجاج وعناصر المناقشة من خلال المعرفة الفلسفية المكتسبة والنماذج الفلسفية المتوفرة.
ج * السؤال المفتوح يقدم لنا قضية تستدعي التحليل والمناقشة. فيجب تقديم التصورين المتعارضين حولها: الرأي الذي يدعم هذه القضية، والتصور الذي يرى عكس ذلك ، أي تحليل هذه القضية ومناقشتها. والمطلوب من التلميذ هو القدرة على حسن استثمار المعرفة الفلسفية والنماذج الفلسفية في بناء الموضوع الإنشائي.
وعلى التلميذ أن يكون مستعدا لمعالجة أي نموذج كان، معياره في هذا هو مدى قدرته على تناول سؤال من هذه الأسئلة المطروحة، يكون واضحا ومتميزا بالنسبة إليه، و أقرب إلى فهمه وقدرته على التناول. ولهذا يجب تجاوز الفكرة الشائعة حول وجود نموذج هو أسهل من آخر. فسهولة السؤال بالنسبة للتلميذ تتحدد بعد قراءة كل الأسئلة وليس قبل ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ثالثا
كيفية التعامل مع السؤال أثناء الامتحان:
1- قراءة الأسئلة الثلاث قراءة متأنية ومركزة.
2- اختيار سؤال من بين الأسئلة المطروحة اعتمادا على معيارين اثنين: وضوح السؤال وتميزه بالنسبة للتلميذ ثم ارتباط السؤال بجوانب يستطيع التلميذ مناقشتها والتعبير عن رأيه فيها.
3- بعد الاختيار النهائي يجب استبعاد الأسئلة الأخرى وعدم الرجوع إليها مجددا وذلك لأن أي ارتباك في هذا المجال يؤدي إلى ضياع للجهد والوقت.
4- يجب البدء أولا بفهم السؤال فهما دقيقا وتحديد ما هو مطلوب بدقة كافية بناء على ما يطرحه هذا السؤال.
5- يستحسن البدء بعملية التحليل للقضية المطلوب معالجتها وحسن شرحها بتركيز تام ودون الخوض في قضايا غير مطلوبة، ثم العمل على مناقشتها، ثم القيام بعملية التركيب. وبعد كل هذا العودة إلى التقديم والذي هو تأطير عام لما تم تحليله ومناقشته وطرح إشكالية يكون كل ما قدم جوابا عنها.
6- من المفيد أن يتفادى التلميذ القيام بالتحرير الكلي للموضوع على المسودة ثم إعادة نقله على ورقة التحرير، فمثل هذه العملية تأخذ من التلميذ جهدا ووقتا من الأفيد استغلالهما في التحليل والمناقشة. لذا ينصح بالعمل على ضبط عناصر الموضوع بدقة وتركيز على المسودة وكتابة ذلك مباشرة على ورقة التحرير.
7- ينصح بحسن التركيز والاهتمام بما هو مطلوب وعدم الانشغال بما يفعل الآخرون وتجاوز كل الأساليب الشائعة عند التلاميذ في الكتابة، فلقد أكدت التجربة أن كل هذا غير مفيد في الحصول على المراد.طريقة الحصول على مدونة كاملة من هنا
تحصل على كامل المدونة من هنا
للمزيد من المدونات من هنا<
إرسال تعليق