و قل للذي يدعي في الشعر معرفة علمت شيئا وغابت عنك أشياء - يهمنا غير الباك
و قل للذي يدعي في الشعر معرفة علمت شيئا وغابت عنك أشياء
هناك من الناس من يدعي معرفة الشعر ، فيقوم بعظمهم بتنظيم " قصائد " أطلقوا عليها الشعر الحر ، فلهؤلاء أقول : لقد عجزتم عن الإتيان بمثل أبيات هذا العملاق الذي لم ينس و لن ينسى التاريخ فضله وفضل أمثاله .
قصيدة ابي البقاء الرندي : رثاء الأندلس
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ* فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ* مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد* ولا يدوم على حالٍ لها شان
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ* إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ* كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ* وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ* وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب * وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له* حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك* كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه * وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ * يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة * وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
وللحوادث سُلوان يسهلها * وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له * هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فامتحنتْ *حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً)* وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ (جَيَّانُ)
وأين (قُرطبة)ٌ دارُ العلوم فكم * من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ* ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما* عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ؛أسفٍ* كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية* قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما* فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ* حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ * إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ* أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها * وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً * كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ * كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ * لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ * فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم* قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ * وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ * أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ * أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم * واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ * عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ* لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما* كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت* كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً* والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ* إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
ذ :علي او عمو
هناك من الناس من يدعي معرفة الشعر ، فيقوم بعظمهم بتنظيم " قصائد " أطلقوا عليها الشعر الحر ، فلهؤلاء أقول : لقد عجزتم عن الإتيان بمثل أبيات هذا العملاق الذي لم ينس و لن ينسى التاريخ فضله وفضل أمثاله .
قصيدة ابي البقاء الرندي : رثاء الأندلس
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ* فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ* مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد* ولا يدوم على حالٍ لها شان
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ* إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ* كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ* وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ* وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب * وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له* حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك* كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه * وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ * يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة * وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
وللحوادث سُلوان يسهلها * وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له * هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فامتحنتْ *حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً)* وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ (جَيَّانُ)
وأين (قُرطبة)ٌ دارُ العلوم فكم * من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ* ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما* عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ؛أسفٍ* كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية* قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما* فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ* حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ * إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ* أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها * وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً * كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ * كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ * لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ * فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم* قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ * وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ * أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ * أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم * واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ * عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ* لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما* كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت* كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً* والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ* إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
ذ :علي او عمو
إرسال تعليق