هذه قصتي مع زوار الفجر.. ضرب وإهانات وهتك للحرمات

مواضيع مفضلة

هذه قصتي مع زوار الفجر.. ضرب وإهانات وهتك للحرمات




عائشة خيرت الشاطر ابنة القيادي البارز في حركة الإخوان لـ"الشروق":



تفصل عائشة خيرت الشاطر، ابنة القيادي البارز في حركة الإخوان المسلمين، في المضايقات التي يتعرضون لها منذ حدوث الانقلاب العسكري في مصر، وتحدثت بتأثر عن زوار الفجر وهم رجال أمن ملثمون كانوا يزورونهم خلال عهد مبارك لاعتقال والدهم خيرت الشاطر، وعادوا بعد الانقلاب لكن بعنف أكثر، حيث كانوا في عهد مبارك يطرقون الباب أما في عهد الانقلاب فإنهم يكسرون الباب ويدخلون إلى غرف النوم، يضربون ويشتمون ويهينون ويهتكون الحرمات.



وتحدثت عائشة خيرت الشاطر عن أوضاع العائلة المعيشية بعد أن تمت مصادرة أموالهم وشركاتهم، وعبرت عن ثقتها في المستقبل وأن الظلم سيرتد على أهله.







من هي عائشة خيرت الشاطر؟



أنا البنت الثالثه لخيرت الشاطر حاصلة على بكالوريوس في العلوم والتربية وعضو بالتحالف النسائي الثوري بمصر والتنسيقية المصرية للحقوق.







متى كانت آخر زيارة لك إلى الوالد خيرت الشاطر؟ وهل رأيته؟



زرت والدي الأسبوع الماضي والزيارة تكون كل 15 يوما وأحيانا يتم منعها دون إبداء أسباب المنع، فأطول فتره لم نزره كانت خمسة أشهر ويتكرر المنع من حين إلى آخر من باب التضييق علينا.







هل تتحدثين معه مطولا خلال الزيارة؟ وهل يحدثكم عن ظروفه داخل السجن؟



لا أستطيع طبعا، فالزيارة مدتها 20 دقيقه من وراء حائل زجاجي بسماعة واحده من لا يمسك بها لا يسمع شيئا، ولأن المقابلة تدوم عشرين دقيقة لا تكفي حتى للسؤال عن أفراد الأسرة، ثم يخبرنا بطلباته، وعموما أنا لا أحدث معه أكثر من خمس دقائق.







ما هي طلباته عادة؟



غالبا ما يطلب أدوية... والدي موجود في سجن شديد الحراسة، وهو ممنوع من كل شيء من أكل وشرب وملبس، لا نستطيع إدخال شيء من هذا القبيل.







هل صحيح أنه وزملاءه من قيادات الإخوان تعرضوا لانتهاكات داخل السجن؟



الانتهاكات فاقت كل الحدود والوصف وأعتقد أنها تحتاج متسعا من الوقت لوصفها.







فعلا المجال لا يتسع، لكن هل يمكن إعطاء بعض الأمثلة عن الانتهاكات؟



الوضع داخل السجن أسوأ من سجون الاحتلال، من يضرب على الطعام يترك ليلاقي مصيره، وكأنه في وطن ليس للإنسان به قيمة أو ثمن، كل أنواع الطعام ممنوع إدخالها إلى السجناء، أما الأدوية فيتم تفتيشها بطريقة سيئة حيث يفتح ويُكب بطريقة تؤدي إلى فساده، وأحيانا لا يسمحون بإدخاله.. وإذا مرض أحد السجناء لا ينقل إلى المستشفى ولا يسمح بإحضار طبيب إليه.. لا يمكن للمعتقل أو السجين أن يلتقي أهله أو يضم أولاده، ويضطر الأطفال إلى التواصل مع آبائهم من وراء الزجاج. الألبسة الثقيلة ممنوعة من الدخول وكذلك الأغطية والأفرشة التي تؤمن الدفء للسجناء... كلها مستلزمات ممنوعة على السجناء.







عذرا عن السؤال... البلتاجي تكلم عن انتهاكات أخلاقية طالت قيادات الإخوان داخل السجون... هل وصلكم شيء من هذا القبيل؟



نعم... يقومون بشكل مفاجئ بحملات اقتحام السجون درن سابق إنذار أو إبداء سبب بمشاركة قوات خاصه، ويقومون بضرب السجناء أو تجريدهم من ملابسهم بشكل كامل، ورمي كل ما بزنزانتهم على بعضه، وذلك من باب الإيذاء والإذلال فقط، ويتلفظون بكل أنواع السباب والشتائم وسوء المعاملة وأحيانا يلقون بقنابل الغاز داخل الزنزانات، وعموما فإن السجناء غير آمنين داخل السجن.







ماذا عن ظروف عيشكم بعد الانقلاب؟ وهل صودرت كل أملاككم بحجة أنها أموال جماعة الإخوان؟



نعم.. تم التحفظ على كل أموالنا وصودرت محلاتنا وشركاتنا دون أي سند قانوني.







وهل تواجهون صعوبات معيشية في ظل هذه الإجراءات في غياب الوالد؟



من المؤكد... هناك صعوبات ومعاناة مادية ومعنويه ونفسيه، ولكن الحمد لله والدي ربانا أن أصحاب الدعوات والمؤمنين بطريقهم وقضيتهم عليهم بالتضحية والبذل في سبيل الله فنحن نحتسب كل أذى نتعرض له في سبيل الله.







ماذا عن زوار الفجر... ما قصتك معهم؟



قصة مؤلمة.. لقد اعتدنا طرقهم أبواب بيوتنا منذ طفولتنا، نستيقظ عليهم وهم بغرف نومنا دون السماح لنا بارتداء ملابسنا يسرقون أبي من بيننا، ولكن هذه المرة عرفناهم بنظام جديد يكسرون الأبواب دون طرق، ويضعون الرشاشات في أعناق الصغار مهددين بقتلهم، ويضربونني أنا وأمي مهددين إيانا بالقتل. وأثناء اعتقال أخي لم يترددوا في ضربي عندما حاولت حماية أمي حين قاموا بضربها وهي تمسك بأخي قائلة: اتركوه ما ذنبه لتعتقلوه.. وقاموا بضرب أخوي أمامي وتعمدوا إهانتهما بإلقاء بطاقتيهما الشخصية تحت أقدامهم، ثم يطلبون منهما التقاطهما، وعندما يفعل شقيقاي يركلونهما بأرجلهم على الظهر... كانوا يدخلون علينا ملثمين كالغربان السود لا نرى منهم شيئا، ودائماً ما يأتون قبيل الفجر بساعتين.







متى كانت آخر مرة زاروكم فيها؟



أثناء اعتقال شقيقي منذ عام وشهرين.







عندما تكشفين هذه الحقائق الخطيرة، ألا تخافين على نفسك من العودة إليك وضربك أوسجنك؟



هذه روايتي لما حدث يوم اعتقال أخي، وليست المرة الأولى التي أقول فيها هذا الكلام، وأسأل الله السلامة خصوصا وأننا أصبحنا نرى الاعتداءات تحدث دون سبب.. لذلك نستودع أنفسنا لله عز وجل.







نعود إلى اعتقال الوالد... هل يمكن سرد القصة؟



قبل الانقلاب بأيام بدأنا لا نراه بسبب الأحداث حيث دخلوا في اجتماع طارئ ومطول بسبب الوضع، وكان اتّصاله معنا قليلا جدا، وبعد بدء اعتصام رابعة بأيام ذهب والدي إلى منزل عمي حيث كنا جميعا معتصمين برابعة العدوية وتم اعتقاله من هناك وادعوا كذبا أنه قبض عليه وهو هارب، وكانت حماقة منهم، فهل يهرب إلى بيت أخيه؟







وقبل الاعتقال، كيف كانت علاقتك به؟



علاقتي بأبي لا ترويها السطور، فأبي بالنسبه إلي الصديق والرفيق قبل الأب، ربانا على الديمقراطيه وحرية الاختيار والتعبير. وكان رغم مشاغله يهتم بكل تفاصيل حياتنا، فيهتم بأمورنا، يعطف علينا ويغمرنا بحبه، ويقلق علينا في حال المرض... افتقاده يعني لي الكثير.







هل كنت من المشاركين في اعتصام رابعة؟



نعم كنت معتصمة من بداية الاعتصام، من أول يوم إلى يوم المجزرة، حيث خرجت من رابعة العدوية في الخامسة مساء بعد أن تحول إلى منطقة تأكلها النيران وتأتي على كل شيء بما فيها جثث المتظاهرين.







ما هي الصّورة التي بقيت عالقة في ذهنك من مجزرة رابعة؟



مجزرة رابعة لن تمحى صورتها وأحداثها من مخيلتي مهما مرت الأيام والسّنوات... بحور من الدماء وجثث بالمئات لم أر في حياتي مشهدا مثله، الرصاص كان يتطاير حولي وكان أسرع من قطرات المطر وقت السيول... رأيت الأصحاء يتساقطون أمامي... رأيت المصابين يصرخون لأن النيران كانت تلتهمهم ولا يجدون من يحملهم... رأيت مصابا لم تقتله الرصاصة الأولى لكن الثانية قتلته، لأنه لم يقدر على الفرار... مجزرة رابعة خلّفت مشاهد غاية في البشاعة... لم أتخيل في حياتي أنه سيأتي اليوم الذي أرى فيه ما رأيته... ساعات مرت كالأيام من هول ما حدث... السّطور لا تكفي لوصف ما حدث يوم المجزرة.







يتهم خيرت الشاطر بأنه كان يدير عصابات مسلحة؟



أبسط رد على افتراء إدارته لعصابات مسلحة، أين كانت تلك العصابات؟ ولماذا لم تحمه يوم اعتقاله؟ ولماذا لم تحم مرشد الجماعه؟.. لقد صوروه بالفيديو أثناء اعتقاله وذلك وحده يؤكد كذب تلك الافتراءات.







تتحدث تقارير إعلامية عن حالات اغتصاب كان ضحيتها معتقلات... هل وثقتم حالات من هذا القبيل؟



أعتقد أن هناك جهات قانونية مختصة وثّقت بالفعل أكثر من حالة لتلك الفتيات المغتصبات.







أنتم الآن إرهابيون في نظر القانون والإعلام المصري... كيف تتعاملون مع هذا الوصف؟



نتعامل معه بمحاولة فضح أكاذيبهم وافترائهم في ذلك فكيف نكون الجاني والمجني عليه في نفس الوقت؟ نحاول إيضاح حقيقة الظلم الواقع علينا ورفض توصيفنا بذلك، ولكن الأمر يتطلب جهدا كبيرا لانها حرب شعواء تحاك ضدنا.







ماذا تتوقعون في المستقبل؟



نتوقع الأحسن رغم كل المعاناة، إن الظلم لن يدوم مهما طال، وهذا وعد من الله لنا، ربما ندفع من أعمار ذوينا الكثير في سبيل نصرة الحق، ومن أجل الوطن، ولكن كلما زادت مشقة الطريق كلما أيقنا أن الغد يحمل الأفضل.







هل ستحدث مصالحة بينكم وبين النظام الحاكم؟



خيرت الشاطر



لا أعتقد حدوث مصالحة إلا في اتجاه عودة المسار الديمقراطي والشرعية ولا حياد عن ذلك.







هل تعترفون أن الإخوان أخطؤوا عندما رشّحوا عضوا منهم للرئاسة؟



لا أرى أنّهم أخطؤوا في ذلك والدليل النموذج التونسي، دعنا نتفق أن الأمر حرب محاكة لمحاربة التيار الإسلامي أيا كان سبيل وصوله.







بعد دخول كل قيادات وإطارات الإخوان السجن... هل نستطيع القول إن الجماعة تفككت؟



جماعة الإخوان بفضل الله لم تتفكك، وهذا ما يؤرق النظام ويسعى إليه بشتى الطرق فإن كان أغلب القيادات في السجون فمازال البعض في الخارج سواء خارج السجون أم خارج مصر، وطبيعة حياة الجماعه وما تعرضت له من اضطهاد واعتقالات بل وإعدامات ساعدت على ألا تكون القيادة في أشخاص فالفكرة والمنهج يعتنقه الكل لا ينحصر في أفراد.



أنا أؤمن بأن جماعة دام عملها وعمرها لأكثر من ثمانين عاما رغم كل ما مرت به من ظروف صعبه وتحديات وعقبات ومحاولات للقضاء عليها لا قلق عليها من التفكك، لأن أساسها بني على الإخلاص وصدق حب الله والوطن سيحفظها الله من أي محاولة للقضاء عليها.







لا يزال تحالف دعم الشرعية يعمل، بالإضافة إلى التحالف النسائي الذي أنت عضو فيه... كيف تتمكنون من التنسيق وعقد اجتماعاتكم في ظل المطاردة والتضييق؟



رغم المطاردات والتضييق يحاول التحالف العمل، فمن اجتهد سيعمل مهما كانت الظروف.







كيف يعاملكم الناس حاليا في الشارع وهل يعترفون بالظلم الواقع عليكم؟



الشارع منقسم بين معارضين لنا ومؤيدين، دعني أقل لك إن النسبة الأكبر هي المتعاطفة، لأنها ترى بعينها حقيقة الظلم الواقع علينا والحمد لله، حتى من لم يكن على هذه القناعة فإن الحقيقة تتجلى له بالوقت ويدرك أنه كان على خطإ. ولكن هذا لا يمنع وجود من يقومون بإيذائنا والتطاول علينا وهدر حقوقنا مستغلين الظلم الواقع علينا.







كيف تشعرون وأنتم تتابعون ما يقال عنكم يوميا في الإعلام المصري؟



نشعر بالأسي وغصة في الحلق، فالظلم شديد، والافتراء ومحاولة تشويه والدي وكل أفراد أسرتنا فاق الوصف، ولكن نحتسب ذلك في سبيل الله، ولنا في رسول الله الأسوة، فلن نكون أكثر تعرضا للأذى مما تعرض له صلى الله عليه وسلم في سبيل إيصال دعوته وتبليغ رسالته التي من أجلها جاء.







ماذا تقولين للجزائريين الذين يتابعون أخباركم؟



كل التحية للشعب الجزائري الشقيق ونشكر له اهتمامه بشأننا، فتلك هي حال الشعوب الأصيلة وندعوها إلى دعمنا بتضامنها معنا في حقنا في استرداد حريتنا وحقنا في النضال من أجل ذلك.





from منتديات الشروق أونلاين

Post a Comment

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف