إعلاميون وأزهريون يهاجمون "البخاري" ويعتبرونه سبب محنة المسلمين - يهمنا غير الباك
تضاعف في مصر عدد المهاجمين للعالم الجليل، محمد بن إسماعيل البخاري، جامع الأحاديث الشريفة -رحمه الله-، وزاد الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية ليُلصق هذا العمل الإرهابي في العالم الجليل، الذي توفي عام 870 ميلادية، حيث قدم، أول أمس، الإعلامي إبراهيم عيسى، ما يشبه المحاضرة غير العلمية، على منبر قناة "أون.تي. في"، التابعة لرجل الأعمال، نجيب سواريس، هاجم فيها البخاري، وحمّله كل ما يحدث في العالم من أعمال إرهابية، بحجة أنه روى أحاديث نبوية "غير صحيحة" - حسب هذا الصحافي - تدعو إلى العنف والتقتيل.
وهاجم العلماء بتسميتهم بـ"عبدة البخاري"، و"الاستماتة في الدفاع عنه أكثر من الدفاع عن الرسول" صلى الله عليه وسلم، إذ يرفضون نقده، ويعتبرونه معصوما من الخطأ، بالرغم من أنه توفي منذ مئات السنين، وكان أول من حمل راية محاربة البخاري، المدعو محمد عبد الله نصر، خريج جامعة أصول الدين، قسم دعوة وثقافة إسلامية من جامعة الأزهر، الذي وجد في الإعلام المصري الباحث عن كل جديد لأجل نشر أفكاره، منذ أن اقتنع وحاول إقناع الآخرين بأن البخاري "رجل من بلاد أوزباكستان لا يفقه اللغة العربية! وجاء لتخريب الإسلام، وزرع نبتة الإرهاب"، من خلال وضع، حسب هذا الزاعم، لأحاديث غير صحيحة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "جُعل رزقي تحت ظل رمحي" .
وجارى هذا الشيخ في الجدل، شيوخ كبار منهم الشيخ الحويني ووجدي غنيم، وبالرغم من أن الضجة الإعلامية التي أثارها هذا الأزهري السابق تعود إلى شهر نوفمبر الماضي، إلا أن غالبية الفضائيات المصرية عاودت، مع بداية السنة الحالية، دعوته، لتثير معه نفس القضايا، وتفتح معه كتبا، ظن الكثيرون بأنها أغلقت للأبد، خاصة أن هذا الشيخ يفتخر بكونه كان خطيب ميدان التحرير ضد جماعة الإخوان، الذين وصفهم بتلامذة البخاري، ووصف داعش أيضا بالتلامذة النجباء للبخاري الذي حرّف -حسبه- قرآن العدالة والأمن، بأحاديث تدعو للقتل فقط!
واصطف الكثير من "إعلاميي" مصر لاستضافة هذا الرجل، ومنهم الدمرداش والأبراشي، وحتى اختيار المناظرين له كان من دون دقة، خاصة أن الرجل قذف الصحابي الجليل خالد بن الوليد بالفاحشة في حادثة قتله في حروب الردة مدعّي النبوة مالك بن نويرة، والتزوج من أرملته الجميلة، وهي الحادثة التي لم تثبتها كتب التاريخ، وإنما كانت من استنتاج بعض الرواة، بسبب عزل عمر بن الخطاب لخالد مباشرة بعد غزوة اليرموك، ولكن الخطورة الأكبر في كونه اختص الآن في مهاجمة صحيح البخاري، أولا بالتشكيك في الرجل الذي عاش لأجل الحديث، عندما تساءل كيف لرجل لا نعرف معدنه إن كان أوزبكيا أو هنديا يؤسس لدين المسلمين، وثانيا باتهامه بوضع أحاديث تتناقض مع النصوص القرآنية الصحيحة!
from منتديات الشروق أونلاين
Post a Comment