ملخصات دروس الفلسفة

مواضيع مفضلة

ملخصات دروس الفلسفة

ملخصات دروس الفلسفة:

اٍلأستاذة: سميرة باجي

الوضع البشري

إن الحديث عن الوضع البشري يفضي بنا إلى اعتبار الإنسان كائنا متعدد الأبعاد: أبعاد أخلاقية ، سياسية ، وجودية ، ذاتية و أخرى علائقية.
لكن يمكن أن تختزل كل هذه الأبعاد في بعدين أساسيين: البعد الذاتي/الذاتية ، البعد العلائقي/الغيرية.

مفهوم الشخص:
تقديم:
بحديثنا عن البعد الذاتي نكون بصدد الحديث عن مفهوم الشخص الذي يشير إلى الإنسان كأنا مفردة تنمو و تتطور وتتفاعل مع الآخرين. إنها ذات تمتلك ملامح نفسية وجدانية وذهنية خاصة، فهي بنية نفسية تتميز عن غيرها باعتبارها تمتلك الوعي و التفكير والإرادة و الحرية و المسؤولية مما يجعلها قادرة على تجاوز الشروط و الضرورات التي يفرضها عليها وضعها.

المحور الأول: " الشخص و الهوية "
إشكال المحور:
كيف تتحدد هوية الشخص؟
هل من خلال جوهر تابت أم من خلال بنية دينامية متغيرة؟
موقف ديكارت:
ينطلق ديكارت من التصور الجوهراني الماهوي لهوية الشخص و الذي يعتبر أن ماهية الشخص تتحدد بالوعي و التفكير. فمن خلال تجربة الشك التي أوصلته إلى حقيقة الكوجيطو:"أنا أشك أنا أفكر إذن أنا موجود". يؤكد أن الأنا جوهرها الفكر والعقل كنور فطري تابت و أصلي، هو الذي يجعل الشخص ذاتا تتمتع بالوجود و القدرة على الوعي بهذا الوجود على القيام بكل العمليات الذهنية و النفسية المختلفة، فمتى توقفت الأنا عن التفكير، توقفت عن الوجود. وبالتالي هوية الشخص تتوقف أساسا على الممارسة الفكرية بكل أبعادها، هذه الهوية التي تجعل الذات تدرك أمام نفسها إدراكا مباشرا لكل ما يصدر عنها من أفعال و التي تبقى رغم تعددها عائدة و ناتجة عن أصل تابت هو الوعي.
موقف سيغموند فرويد:
من منظور مدرسة التحليل النفسي يؤكد سيغموند فرويد أن هوية الشخص تتحدد ببنية دينامية متغيرة تعود إلى الصراع القائم ما بين مكونات الجهاز النفسي و المتمثلة في الأنا باعتباره الجانب الإدراكي الواعي الذي توكل له مهمة التوفيق بين رغبات الهو و أوامر و نواهي الأنا الأعلى و ضغوط العالم الخارجي . بينما الأنا الأعلى فهو يمثل الجانب الذي يعبر عن صوت الضمير الأخلاقي الذي تندرج ضمنه القيم و العادات والتقاليد التي يتلقاها الفرد من تربيته و تنشئته الاجتماعية في حين نجد أن الهو يرتبط بالجانب العميق من النفس و الذي يمثل مجموع الغرائز و الرغبات الدفينة التي تحكم من قبل مبدأ اللذة . ولأن الصراع يظل قائما بين هذه الطبقات فالدور الأكبر و المهمة العسيرة توكل إلى الأنا الذي يقوم بتحقيق التوازن بين كل طبقة من هذه الطبقات، و إذا ما تعذر عليه ذلك فإن الشخصية تصاب بأمراض عصابية و بحالات القلق و التوتر.
موقف جول لاشوليي:
ردا و انتقادا للتصور الجوهراني الماهوي القائل بأن تمت جوهر تابت و تلقائي تتحدد هوية الشخص من خلاله مؤكدا على أن الشخص أنا واعية مطابقة لذاتها متميزة عن غيرها مما يجعل الشخص هو هو رغم ما يعتريه من تغيرات و تحولات خلال مراحل حياته. إذن فهو يمتلك هوية خاصة به هي نتاج لآليات نفسية تحقق وحدة الطبع و ترابط الذكريات مهما اختلفت المواقف وتعددت ردود الأفعال تجاه العالم الخارجي و الآخرين، إضافة إلى وحدة ذاكرته التي من خلالها يستطيع أن يربط حاضره بماضيه.

المحور الثاني: " الشخص بوصفه قيمة"
إشكال المحور:
بماذا تتحدد قيمة الشخص؟
هل في اعتباره غاية في حد ذاته أم في اعتباره مجرد وسيلة ؟
موقف إيمانويل مونيي:
من منظوره كممثل للتيار الشخصاني أو النزعة الشخصانية يؤكد إيمانويل مونيي أن قيمة الشخص تكمن في كونه غاية و ليس موضوعا أو شيئا بين الأشياء. فهو يناهض كل علاقة اختزال الشخص في محددات موضوعية خارجية فيزيولوجية كانت أو سيكولوجية مؤكدا على أن الشخص سيرورة دائمة تستعصي عن كل تحديد موضوعي أو خارجي لكون الشخص كيان نفسي يمتلك الوعي و الإرادة و يتسم بالحيوية و النشاط و القدرة على تجاوز شروط وجوده واكتساب سمات جديدة فهو إبداع مستمر و تجربة غنية.
موقف إيمانويل كانط:
يؤكد الفيلسوف إيمانويل كانط أن امتلاك الإنسان للعقل و الوعي يجعله غاية في حد ذاته و ليس مجرد وسيلة يمكن أن توظف من طرف إرادات أخرى لتحقيق أغراضها و مصالحها. فالإنسان ما دام يمتلك العقل و الوعي فهو شخص و ليس شيئا بين الأشياء، ولأنه ليس موضوع فهو يستوجب الاحترام و التقدير. في حين نجد أن الكائنات الأخرى تفتقد لهذه القيمة لأنها لا تمتلك العقل و الوعي فهي مجرد أشياء و موضوعات مما يحولها إلى وسائل لتحقيق الأغراض و المصالح وبذلك فقيمة الشخص تستمد من كونه ذات واعية عاقلة و لها إرادة مما يجعلها ذات لها كرامة سامية و يجعلها محط احترام وتقدير و يضفي عليها بعدا أخلاقيا فهي غاية في ذاتها.
موقف هيجل:
يؤكد هيجل أن للشخص قيمة أخلاقية اجتماعية يمتلكها بامتثاله للواجب الأخلاقي و انطلاقا من التزامه بالواجبات والقيام بالأدوار و المهام المسنودة له داخل مجتمعه. كما تتمثل قيمة الشخص في وعيه بذاته و حريته و انفتاحه على الواقع الذي ينتمي إليه بالدخول مع جماعته في علاقة تأثير و تأثر يسودها التضامن و التعاون المتبادل و ذلك امتثالا للواجب الأخلاقي الاجتماعي و هو ما يجعل من الشخص غاية في ذاته.

المحور الثالث: " الشخص بين الضرورة و الحرية"
إشكال المحور:
هل الشخص كيان حر في أفعاله و اختياراته أم أنه خاضع لإكراهات و حتميات خارجية ؟
موقف باروخ اسبينوزا:
يرى اسبينوزا أن الشخص يعي رغباته و شهواته إلا أنه يجهل العلل و الأسباب الحقيقية التي تجعله يرغب و يريد و يشتهي و هذا ما يجعل الشخص حسب اسبينوزا محكوما بضرورات طبيعية يجهلها، مما يجعله يتوهم بأنه حر بل و يتبجح بحريته التي يظن بأنه يمتلكها في حين أن هاته الحرية هي حرية مشروطة بقوانين وضرورات طبيعية . إذن فالشخص ليس كيان حر بل هو خاضع لحتميات و إكراهات خارجية.
موقف العلوم النفسية: " سيغموند فرويد"
يرى فرويد أن الشخص خاضع لحتميات و إكراهات سيكولوجية لاشعورية. فالشخص هو حصيلة حتمية لطبيعة التفاعل القائم بين طبقات الجهاز النفسي (الأنا، الأنا الأعلى، الهو) و التي تتشكل في الطفولة المبكرة و يلعب فيها اللاشعور دورا أساسيا و هو ما تؤكده مقولة فرويد: "الطفل أبو الرجل"
موقف علم الاجتماع: " إيميل دور كايم"
من منظور سوسيولوجي يؤكد دور كايم أن الشخص هو ابن بيئته و وسطه الاجتماعي، الثقافي، فهو كائن يتأثر بوسطه كما يؤثر فيه و ذلك بفعل التنشئة الاجتماعية التي تدمج القيم و العادات و التصورات السائدة في المجتمع في بنية الشخصية فتصبح جزءا منها. و بالتالي فالشخص صورة لمجتمعه فهو مطبوع بطابعه، و هذا ما يجعل الشخص محكم بحتميات و إكراهات سوسيولوجية.
موقف جون بول سارتر:
من منظور فلسفي وجودي يؤكد جون بول سارتر أن الشخص هو سبب مصيره و هو صانع وجوده، فوجوده سابق على ماهيته، فما دام يمتلك الوعي و الإرادة و الحرية فإنه يستطيع أن يتجاوز شروط وجوده و أن يشكل شخصيته وفق ما يحدده من أهداف، فهو مشروع مستقبلي و ليس كيانا محكوما بالماضي الطفولي أو بالحاضر.

مفهوم الغير:
تقديم:
بحديثنا عن البعد العلائقي أو الغيرية فسنكون أمام مظهر من مظاهر هذا الوجود الإنساني و هو الغيرية أو الاختلاف. فبما أن الذات يتعذر عنها أن تعيش منعزلة و لأنها ذات تميل إلى تحقيق الاجتماع و التفاعل مع ذوات أخرى، فهي تنفعل مع الغير باعتباره ذاتا مقابل ذات أخرى .وهذا ما يجعل الذوات الإنسانية تعيش مع بعضها و تعمل على نسج علاقات فيما بينها الشئ الذي يضفي معنا على وجود الأنا بالقدر الذي يضفي معنا على وجود الغير، مما يدفع إلى السعي وراء الغير وربط علاقة معه.

المحور الأول: "وجود الغير "
إشكال المحور:
هل وجود الغير ضروري لوجود الأنا أم أن وجوده افتراضي قابل للشك و غير ضروري للأنا ؟
موقف ديكارت:
يؤكد ديكارت أنه في عملية البحث عن الذات ليست الأنا في حاجة إلى الغير بل يكفي للعقل أن يكون منسجما مع مبادئه فهو ينطلق من تجربة الشك ليضع الأنا الذي يشك و يفكر في عزلة وجودية مطلقة بحيث لا يحتاج إلى وساطة الآخرين لإدراك وجوده، فوجوده يقيني على نحو مطلق بينما وجود الآخر افتراضي احتمالي قابل للشك و يعطي مثالا على ذلك بالنظر من النافذة و رؤية معاطف و قبعات تجعلنا نشك ما إذا كان يحركها أشخاص أم عصي. لكن الحقيقة التي لا يطالها الشك هي سمة الوعي و التفكيري والشك التي تميز الأنا و تثبت وجودها وهو ما تؤكده مقولة الكوجيطو:"أنا أشك أنا أفكر إذن أنا موجود".
موقف هيجل:
ينطلق هيجل من الاعتراض على الكوجيطو الديكارتي الذي ينفي أهمية الغير بالنسبة للأنا في حين يعتبر هيجل أن وعي الأنا بذاتها يكون ناقصا بسيطا منغمسا في الحياة منشغلا بما هو طبيعي مما يتطلب خروجه نحو الغير و تجاوز الرغبة الطبيعية نحو الرغبة الأخرى هي انتزاع الاعتراف به كذات واعية حرة مما يجعله يصطدم برغبة الغير الذي يرغب في نفس الرغبة. وبذلك ينشئ الصراع بينهما ينتهي بتنازل أحد الطرفين عن حريته و إرادته و القبول بالدخول إلى موضوع أو شيء أي إلى وعي تابع بينما الطرف الآخر يتابع المغامرة بحياته و تشبتا بحريته أي بوعيه الخالص، و بذلك يمثل وعيه بذاته و هو ما يعبر عنه هيجل. ومن تمت يمكن القول حسب هيجل أن وجود الغير ضروري لوجود الأنا و يؤكد ذلك أيضا مثال الطفل المتوحش و المرآة .
موقف جون بول سارتر:
في معالجته لإشكال وجود الغير يؤكد الفيلسوف الوجودي سارتر أن وجود الغير ضروري لوجود الأنا كونه يساهم في تحقيق وعي الأنا بذاتها. فالغير ليس شيئا أو موضوعا بل هو أنا آخر أي الأنا الذي ليس أنا، و وجوده معطى جوهري و شرط ضروري لوجود الأنا و وعيها بذاتها، إلا أن الأنا حينما ينفتح على الغير ينفيه و يسلبه حريته مما يجعل الأنا تتحول بنظرة الغير إلى موضوع و شيء كما يتحول الغير تحت نظرة الأنا إلى موضوع و شيء مما يجعل معرفة الغير مستحيلة و العلاقة بينهما علاقة عدم و نفي للحرية.

المحور الثاني: "معرفة الغير "
إشكال المحور:
هل معرفة الغير ممكنة أو مستحيلة؟ هل هي يقينية أم ظنية أم تخمينية ؟
موقف جون بول سارتر:
يؤكد الفيلسوف الوجودي سارتر أن معرفة الغير كذات مستحيلة لأن النظر إلى الغير في وضع المعرفة معناه تشييئه أي جعله شيئا أو موضوعا و نفي حريته و سلبه عفويته و معاني الوعي و الإرادة و التلقائية. إذن فكل محاولة لتحقيق المعرفة ستكون مستحيلة لأن العلاقة بينهما هي علاقة عدم يستحيل معه كل تواصل فكل منهما يُشَيِّئُ الآخر. و يجسد سارتر ذلك في مثال النضرة ، فالإنسان هو وحده يتصرف بتلقائية و عفوية دون قيد أو شرط و ما إن ينظر إليه الغير حتى تتجمد حركته و يفقد عفويته و تلقائيته مما يصيب الأنا بالخجل الشيء الذي يجعل العلاقة بين الأنا والغير تصل إلى علاقة جحيم وهو ما يعبر عنه سارتر بقوله : "الجحيم هم الآخرون".
موقف ميرلوبونتي:
يؤكد ميرلوبونتي أن معرفة الغير ليست مستحيلة و ليست تقريبية بل يمكن أن تكون يقينية من خلال ربط علاقة إنسانية قائمة على الحوار و التعاطف و التواصل و الانفتاح على الغير، فكلاهما يوجدان في هذا العالم و يتقاسمان الوجود فيه و هو ما يفرض على الأنا والغير تحقيق المشاركة الوجدانية و ربط جذور التواصل بينهما ، و لعل الأداة الثقافية الأكثر تعبيرا على الوجود المشترك بين الأنا والغير هي اللغة .
و بهذا يقول ميرلوبونتي منتقدا للفلسفة الوجودية :"إن نظرة الغير إلَيّ لا تحولني إلى موضوع كما أن نظرتي إليه لا تحوله إلى موضوع".

موقف مالبرانش:
يؤكد مالبرانش أن معرفة الغير هي معرفة تخمينية تقريبية و ظنية خصوصا حينما تحاول الذات الانطلاق مما يختلج داخل الأحاسيس و المشاعر والعواطف و الانفعالات فتقوم بإسقاطات تنطلق فيها من ذاتها لتسقطها على الغير فتر الغير مماثلا لها الشيء الذي يجعل معرفتها له قابلة للخطأ فهي معرفة احتمالية و تخمينية لأن التشابه بين أحاسيس وعواطف الأنا و أحاسيس وعواطف الغير غير ممكنة الشيء الذي يتعذر معه معرفة الغير معرفة يقينية و هو ما تؤكده مقولة مالبرانش :"أنا أخطئ دائما إذا حكمت على الآخرين من خلال ذاتي".

المحور الثالث: "العلاقة مع الغير "
إشكال المحور:
هل إقامة علاقة مع الغير ممكنة أو مستحيلة؟
هل هي علاقة صراع و تنافر أم تواصل و تكامل ؟
هل هي علاقة صداقة أم غرابة؟
العلاقة مع الغير
سارتر: العلاقة مع الغير مستحيلة "الجحيم هم الآخرون".
هيجل: العلاقة مع الغير مستحيلة قائمة على الصراع "جدلية العبد و السيد ".
ميرلوبونتي: العلاقة مع الغير ممكنة من خلال ربط جسور التواصل "ليس موضوع أو شيء"
المشاركة الوجدانية
موقف أرسطو:
يؤكد أرسطو على أن الصداقة هي من أنبل العلاقات الإنسانية و هي ضرورة بشرية لا يمكن الاستغناء عنها لأي كان مهما علا الشأن و ارتفعت المكانة و كثرت الثروة و هو يصنف الصداقة إلى ثلاثة أنواع : صداقة المتعة ، صداقة المنفعة و صداقة الفضيلة ، و يعتبر النوعين الأولين من الصداقة هي صداقة مؤقتة زائلة تزول بزوال المتعة و المصلحة فهي صداقة مزيفة أما الصداقة الحَقة فهي صداقة الفضيلة كونها صداقة دائمة لأنها تقوم على أساس المحبة و العدل و تؤدي إلى سيادة الفضيلة و القيم الأخلاقية السامية مما يجعل الناس قادرين على أن يشتغلوا على القوانين و التشريعات إذا سادت الفضيلة.
موقف أوغست كونت:
يؤكد أوغست كونت على أن الإنسان يجب أن يحيا من أجل غيره لأن الحياة من أجل الغير تمنح الإنسانية الوسيلة الوحيدة لتطوير وجودها و تجربتها ، فالغيرية باعتبارها نكران الذات و التضحية من أجل الغير و الإثار هي الكفيلة بتثبيت مشاعر التعاطف و المحبة بين الناس، مما يؤدي إلى تحقيق الغايات الكبرى للإنسان و هي نشر التضامن و الاستقرار... . فالغيرية باعتبارها فضيلة أخلاقية و قيمة مثلى يتجاوز بفضلها الإنسان أنانيته و ذاته و يكبح جناح شهواته و مصالحه لإسداء الخدمة للغير و التضحية من أجله فتنشئُ بذلك علاقة شريفة و نبيلة
by: ghizlaneee
/a>
طريقة الحصول على مدونة كاملة من هنا
تحصل على كامل المدونة من هنا
للمزيد من المدونات من هنا<

Post a Comment

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف